samedi 21 septembre 2013

التصوّف


كان العالم بالنسبة لهذا الشخص كالسجن الانفرادي ...
ولم يكن هذا السجن عقوبة لتصرفه المشين مع بقية مساجين السراط ...
بل كان يسجن نفسه بنفسه في زنازنة انفرادية لانه كان يستمتع بالخربشة على الحيطان اكثر من حديثه مع البعض ...
اما الامر الاكثر متعة في زنزانته الانفرادية كان ذاك الشباك الصغير الذي يطل فلى زنزانة انفرادية في الجهة المقابلة ...
فتاة "غنجة" كان ينتظر كل يوم ان يلتقط شيفرة م شيفرات عينيها "العسلية" ...
ان يلمح بعض حركاتها ...
كلما ابتسمت كادت انفاسه ان تنقطع حد الاختناق و الموت ...
كان يسميها باسم من اسماء القمر ...
كانت جدران تلك الزنزانة ممتلئة ببعض الصور التي رسمها عنها ...
لم تكن صور تجسيدية بل كانت صور شعرية ...
كان لا يريد ان يزوره احد ليس خوفا من ان يخترق وحدته بل كي لا يقرا احد الكلمات التي ابتكر من اجلها ...
كان مثل القتلة المهوسين ... قمة في الصبر و في اقتناص اللحظات المناسبة للانقضاض ...
كان و لا زال يغار حتى من كلمة استحسان قيلة فيها ... فكان يبتكر كلمات استحسان اكثر وقع عليها ليس كسبا لودها بل لكي تدرك ان الكلمات في غزلها ليس لها معنى ...
كي تدرك ان الصمت و الخشوع و التعبد في حظرتها هو المطلوب لا غير ...
وانا التعبد و الخشوع لا يعني ضعفا و لا تقربا عن طريق الرجاء بل ايمانا بما تحمله في صدرها كما يامن المتصوف بالغيب ...
اي كانت تلك الزنزانة بمثابة عزلة المتصوف في احد كهوف الجبال مسخرا كل جهده العقلي و الروحاني للتقرب من ذلك الشخص ...
تعلم من تصوف الذين سبقوه في حب الله و الايمان بغيبه و طبقه في حبها و الامان بان يخضع القدر تحت قدميهما يوما و يكونا معا !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire